فرح الفاسي تخوض أولى تجاربها في الإخراج بفيلم “يتامى الأحياء”

بعد سنوات من التألق كممثلة، اختارت فرح الفاسي أن تفتح فصلًا جديدًا في حياتها الفنية والأكاديمية، معلنة عن تخرجها رسميًا من مسلك السينما والسمعي البصري دفعة 2025، بعد أن قدّمت مشروع نهاية دراستها في شكل فيلم يحمل عنوان “يتامى الأحياء”، وهو أول عمل تُوقّعه كمخرجة.

في تدوينة مؤثرة نشرتها عبر حسابها على “إنستغرام”، عبّرت الفاسي عن شحنة المشاعر التي صاحبت هذه المحطة، مؤكدة أن “المناقشة انتهت، لكن الرحلة الحقيقية تبدأ الآن”. بالنسبة لها، لم يكن الفيلم مجرد تمرين أكاديمي، بل “قصة من القلب”، تحمل الكثير من البوح والواقع، وتعكس شغفها العميق بالفن كأداة للتعبير والشفاء.

التحوّل من التمثيل إلى الإخراج لم يكن سهلًا، لكنه منحها أبعادًا جديدة. تقول: “تعلمت كمخرجة أن أُصغي، أن أترجم الصمت، وأمنح الإحساس قبل الكلام”. فمشروعها لم يكن فقط عن صناعة الصورة، بل عن الإصغاء الإنساني، وتكثيف التجربة الشخصية ضمن رؤية فنية صادقة.

لم تنس فرح أن توجّه امتنانها العميق لابنتها ماجدة لطفي، التي كانت سندًا دائمًا وشاركتها أيضًا بطولة الفيلم، ما جعل التجربة أكثر حميمية وصدقًا. كما أهدت هذا العمل إلى روح صديقتها الراحلة كوثر بودراجة، التي رافقتها في بدايات المشروع وآمنت بها منذ اللحظة الأولى.

Ad image

فيلم “يتامى الأحياء” يأتي كتجسيد لرغبة فرح الفاسي في المزج بين الفن والبوح الداخلي، بين الذاكرة الشخصية ومرآة المجتمع. وهو عمل يبدو أنه لن يكون مجرد محطة عابرة في مسارها، بل بداية لمغامرة سينمائية تحمل توقيعًا نسائيًا مغربيًا ينبض بالإحساس والالتزام.

وفي تصريح سابق لها، أكدت بطلة “زمن الرفاق” أن العلم لا يرتبط بسنّ، وأنه بالإرادة يمكن لأي شخص أن يحقق أحلامه، مهما تأخر الوقت. واليوم، تبدو الفاسي كمن وُلدت من جديد، مخرجةً، طالبةً أنهت رحلتها الدراسية، وفنانةً لا تزال تؤمن أن ما هو قادم… أجمل.

Leave a comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *