بعد أكثر من أربعة عقود من التخطيط، يعود المخرج الأسطوري فرانسيس فورد كوبولا بفيلمه الطموح ميغالوبوليس، الذي يُعد تتويجًا لمسيرته السينمائية. هذا العمل، الذي تم تمويله بالكامل من قِبل كوبولا بتكلفة تجاوزت 120 مليون دولار، يُقدم رؤية مستقبلية لمدينة نيو روما، حيث يتصارع المعماري الثوري سيزار كاتيلينا (آدم درايفر) مع العمدة الفاسد فرانكلين سيسيرو (جيانكارلو إسبوزيتو) حول مستقبل المدينة.
رؤية فنية طموحة
يُحاول كوبولا في ميغالوبوليس دمج التاريخ الروماني مع الواقع الأمريكي المعاصر، مستلهمًا من مؤامرة كاتيلين الشهيرة في روما القديمة. يُجسد الفيلم صراعًا بين الطموح المثالي والتقاليد البيروقراطية، حيث يسعى كاتيلينا لبناء مدينة فاضلة باستخدام مادة خيالية تُدعى “ميغالون”، بينما يُمثل سيسيرو القوى المحافظة التي تُعارض التغيير .
تقييمات نقدية متباينة
لاقى الفيلم استقبالًا نقديًا متباينًا. أشادت بعض المراجعات بجرأة كوبولا ورؤيته الفنية، حيث وصفته مجلة تايم بأنه “رؤية طموحة ومليئة بالأفكار” . بينما انتقدت مراجعات أخرى الفيلم لافتقاره إلى التماسك السردي والتنفيذ الفني الضعيف، حيث وصفته صحيفة الغارديان بأنه “مُبالغ فيه وممل بشكل لا يُغتفر” .
أداء الممثلين
قدم آدم درايفر أداءً مُعقدًا في دور كاتيلينا، حيث يُجسد شخصية عبقرية ومضطربة تسعى لتحقيق رؤى مثالية. أما جيانكارلو إسبوزيتو، فقد أضفى عمقًا على شخصية العمدة سيسيرو، مُجسدًا الصراع بين القديم والجديد. ومع ذلك، أشار بعض النقاد إلى أن الشخصيات الثانوية لم تكن مُطورة بشكل كافٍ، مما أثر على توازن الفيلم .
الجانب البصري والتقني
تميز الفيلم بتصميم إنتاج فخم ومؤثرات بصرية متقنة، حيث دمج بين الطراز الكلاسيكي والحديث لخلق عالم فريد. استخدم كوبولا تقنيات سينمائية متنوعة، مثل تقسيم الشاشة والتلاعب بالزمن، لإيصال رؤيته الفنية. ومع ذلك، أشار بعض النقاد إلى أن هذه التقنيات قد تكون مُربكة للمشاهد وتُشتت الانتباه عن القصة الرئيسية .
خلاصة
ميغالوبوليس هو عمل سينمائي جريء يُعبر عن رؤية كوبولا الطموحة لمستقبل البشرية. على الرغم من عيوبه، يُقدم الفيلم تجربة فريدة تُثير التفكير حول التقدم والتغيير. قد لا يُناسب جميع الأذواق، لكنه بلا شك يُمثل إضافة مثيرة للجدل في مسيرة كوبولا السينمائية.

