تستعد القاعات السينمائية المغربية لاحتضان الفيلم الجديد للمخرج عبد السلام الكلاعي بعنوان “سوناتا ليلية”، وهو عمل طويل يجمع بين الدراما والرومانسية في تجربة شاعرية تعالج قضايا الحب والحياة برؤية معاصرة مختلفة عن الطرح النمطي السائد.
الفيلم، الذي تصل مدته إلى 112 دقيقة، يضم في بطولته مجموعة من الأسماء البارزة، منها سعد موفق وندى هداوي، إلى جانب مليكة العمري واليزيد مدين وآخرين. وقد تولى الكلاعي كتابة السيناريو والإخراج والإنتاج، في محاولة لتقديم مشروع شخصي يعكس هواجسه الفنية ويجسد رؤيته للحب باعتباره قوة قادرة على إعادة تشكيل المصائر.
تدور أحداث “سوناتا ليلية” حول شاعر شاب يميل إلى العزلة ويقضي لياليه في التجوال بين شوارع مدينته، مراقبًا الوجوه والمنازل وصمت الأمكنة. غير أن هدوء لياليه ينكسر حين يصادف محاولة انتحار فتاة، فينقذها لتبدأ بينهما علاقة تقوده إلى اكتشاف تفاصيل ماضيها المؤلم، وتجربة حب فاشلة ووعد زواج لم يكتمل. ورغم اعترافاتها، يقع الشاعر في حبها، لتتشابك الحكاية بين صراع الماضي والحاضر، وبين الرغبة في الحياة والاستسلام لفكرة الموت.
اختار الكلاعي أن يقسم الفيلم إلى فصول سينمائية تستحضر روح الثقافة العربية في تناول موضوع الحب، لكن من منظور حديث وبعيد عن أنماط الأعمال التقليدية. ومن خلال هذه الفصول، يقدم ملحمة شاعرية تتقاطع فيها ارتباكات الروح ونبضات القلب، تاركًا النهاية مفتوحة أمام المتفرج، حيث تظل البطلة ممزقة بين حب مضى وتجربة جديدة بدأت بصدفة غيّرت مسار حياتها.
وقد صُوّر العمل في أزقة ودروب مدينة العرائش على فترتين مختلفتين، في محاولة لتوظيف المكان كعنصر سردي يوازي الشخصيات ويغني بعدها الداخلي. ويواصل الكلاعي عبر هذا الفيلم رهانه على سينما ترتكز على جمالية الصورة ورهافة الإحساس، في امتداد لتجربته السابقة داخل المشهد السينمائي المغربي.

