“مملكة الحرير”: ملحمة فانتازية تطغى عليها الفن البصري وسط تساؤلات عن سيرورتها الدرامية

عندما انطلقت أولى حلقات “مملكة الحرير”، جذب المسلسل الأنظار بإنتاجه البصري الضخم وتصويره السينمائي عالي الجودة في مواقع متفرقة، مما منح العمل أجواء فانتازية وسحراً في الأداء بصرياً، ويبدو واضحاً حرص مخرجه بيتر ميمي على إطلاق رؤية سينمائية قوية عبر تقنيات متطورة وموسيقى تصويرية معززة للتشويق .

رغم هذا الوهج الفني، نُشرت انتقادات واسعة على مواقع التواصل لضعف النص وتماسك الحكاية، فقد وصفه النقاد بأنه “غير متماسك” وتفتقر الحوارات إلى نبرة فصحى لوضعها في سياق تاريخي ملحمي، بينما تضمنت بعض المشاهد أداءً مفلطحاً من عمرو عبد الجليل، مما أثّر سلباً على مصداقية الشخصية .

وعموماً، يتحدث المشهد الأول عن مذبحة داخل الأسرة الحاكمة تفتح الباب لصراعات على السلطة، حيث يتناغم الصراع الأخوي والعنصر الأسري مع دفقات الأكشن والمؤامرات، وهو ما رسّخ مكانة المسلسل في الترند، إذ تصدّر قوائم البحث ومعدلات المشاهدة على منصة “يانغو بلاي” ومواقع التواصل في مصر والدول العربية .

بالرغم من ذلك، لا تبدو الملحمة بارعة بطريقة كاملة؛ فالثيمات الرمزية عن السلطة والخيانة والمصير التي يحملها العمل تبدو معلنة بوضوح، لكنها لم تُوظّف بالشكل الدرامي الذي يُحدث التأثير المرجو في عواطف المشاهد . كما لو أن الفنانة أسماء أبو اليزيد وشخصية “جليلة” لم تُمنح مساحة تؤسس واقعها التعبيري والفكري قبل أن تكون أداة صراع .

Ad image

شخصيات مثل كريم محمود عبد العزيز، عمرو عبد الجليل، أحمد غزي وأسماء أبو اليزيد تشكّل قوة قصوى للعمل، لكن بعضها أسهم في تشويه الانغماس بسبب الأداء العامي وخلوه من طابع الفانتازيا المطلوب، وهو ما اتضح في مشهد موسيقى معاصرة بصوت مسلم داخل سياق زمني مفترض للفانتازيا التاريخية .

في النهاية، “مملكة الحرير” تقدم تجربة درامية منفرة بطبيعة الحال للفانتازيا العائلية، حيث الجمال التقني والجرأة الإنتاجية تتصادم مع هشاشة النص الدرامي. إن وُجدت نية ذهبية في الطرح الرمزي والإخراجي، فإن التحدي الحقيقي سيكون في كيفية تحويل تلك النوايا لاستهلاك درامي مكتمل يخاطب، بعمق وصدق، العوالم النفسية للشخصيات ومراحل الصراع.

Leave a comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *