التجربة الكورية…كيف دعمت الحكومة صناعة السينما حتى وصلت للعالمية و فازت بالأوسكار؟

تعتبر صناعة السينما واحدة من أهم القطاعات تأثيرا في المجتمع المعاصر، بداية بالتأثير السياسي مثل استعمال “أدولف هتلر” على سبيل المثال الأفلام باعتبارها أداة دعائية خلال الحرب العالمية الثانية لخلق هالة حول قوة الجيش الألماني، ومع استمرار التكنولوجيا استطاع الساسة استغلال الفن السابع من أجل تشكيل رأي عام داخل المجتمعات، كما أن تطور الترجمات سهل على صانع الأفلام الوصول إلى جل الشعوب المستهدفة من جميع أنحاء العالم بلغتهم الأم.
مرورا بالإنتاجات السينمائية الكوميدية التي ترفع من مستوى السعادة والترفيه داخل المجتمع، كما أن أفلام الإثارة النفسية تساعد المتلقي على رؤية العالم من منظور مختلف، وقد تناقش قضايا تعتبر من الطبوهات التي يصعب الحديث عنها أمام العامة، تبقى الصناعة السينمائية هي الوسيلة الناجعة من أجل طرح مثل هذه القضايا، وصولا إلى الدور المهم الذي تلعبه الأفلام التاريخية في فهم الجذور والتعريف بتاريخ الحضارات والتأسيس لهوية مجتمعية متماسكة، يجمع بينها التاريخ والثقافة.
إن المهتم بتاريخ الصناعة السينمائية لا يمكن أن يتجاوز بشكل من الأشكال النجاح الذي وصلت إليه التجربة الكورية.
 فما هي مراحل تطور صناعة السينما في كوريا؟
 وما هي الأسباب الرئيسية التي أوصلت التجربة الكورية إلى قمة الصناعة السينمائية على هرم الأوسكار؟
إن تاريخ السينما في كوريا الجنوبية مثلها مثل العديد من الدول النامية، بدأ مع عرض أول فيلم عام ستة وتسع مئة وألف، ليتعطل هذا القطاع بسبب استعمار اليابان لكوريا سنة عشرة وتسع مئة وألف، لتأتي بعد ذلك مرحلة الأفلام المطبوعة بوسم المقاومة، ومع الانقلاب العسكري جاءت فترة الصراع مع السلطة، قبل أن يِؤتي التحول الديمقراطي سنة خمسة وتسعون وتسع مئة وألف ثماره لينهي حقبة الصراع مع السلطة في اتجاه الانتشار العالمي والتنافس في الملتقيات العالمية الكبرى.
ويبقى من أهم أسباب ازدهار صناعة السينما الكورية الجنوبية إن لم يكن أهمها هو دعم الحكومة لهذا القطاع فقد توج هذا الدعم بحصد أربع جوائز أوسكار حصل عليهم فيلم “parasite” منهم جائزة أفضل فيلم التي تمنح لأول مرة لفيلم غير ناطق بالإنجليزية.
منذ ذلك الحين أصبحت صناعة السينما في كوريا الجنوبية مدرسة يمكن أن يحتدى بها من طرف الدول النامية من أجل تكرار التجربة، باستعمال نفس الوسائل وهو اهتمام الفاعل السياسي والاقتصادي بصناعة السينما ولا يتأتى هذا الأمر إلا بعاملين أساسيين، أولهما القرار السياسي، وثانيهما الاستثمار والدعم المالي الرسمي في هذا القطاع.

Leave a comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *