أحمد سيجلماسي يوثق تاريخ السينما المغربية في كتاب جديد

صدر حديثًا عن مطبعة وراقة بلال بمدينة فاس، يوم الثلاثاء 13 ماي 2025، الكتاب الأول ضمن سلسلة جديدة بعنوان “المغرب السينمائي”، التي يشرف عليها الناقد والإعلامي أحمد سيجلماسي. وجاء هذا الإصدار تحت عنوان: “الفيلموغرافيا السينمائية المغربية.. الأفلام الطويلة من 1955 إلى 2024″، ويقع في 178 صفحة من الحجم المتوسط.

يتألف الكتاب من ثلاثة فصول رئيسية إلى جانب مقدمة وخاتمة، إضافة إلى ورقة تعريفية بمؤلف السلسلة. وقد زُوِّد الكتاب بـ117 صورة تتنوع بين ملصقات أفلام وصور لمخرجين ومخرجات بارزين في الساحة السينمائية المغربية.

يسعى المؤلف في الفصلين الثاني والثالث إلى تقديم توثيق شامل للأفلام الطويلة، سواء كانت روائية أو وثائقية أو من أصناف أخرى، التي أُنتجت أو ساهم المغاربة في إنتاجها خلال سبعين عامًا، منذ عام 1955 وحتى نهاية عام 2024. ويركز هذا التوثيق على رصد حجم الإنتاج السينمائي المتزايد عبر العقود، مع تقديم ملاحظات نقدية حول هذا التطور.

أما الفصل الأول، فقد خُصص لإطلالة مركزة على تاريخ السينما بالمغرب بين 1897 و2024، من خلال أربعة محاور رئيسية: البدايات الأولى للصور السينمائية قبل فترة الحماية، المغرب كموقع تصوير للأفلام الأجنبية، المغرب كسوق لترويج المنتجات السينمائية، وتطور حضور المخرجين السينمائيين المغاربة.

Ad image

يوضح المؤلف أن الأفلام الطويلة المذكورة في الفصل الثاني هي تلك التي تتجاوز مدتها 60 دقيقة. ويكشف أن مجموع الإنتاج المغربي من الأفلام الطويلة خلال سبعين عامًا بلغ 578 فيلمًا، أخرجها 261 مخرجًا ومخرجة. ويشير إلى أن هذه الحصيلة تبقى محدودة إذا ما قورنت بدول أخرى تمتلك صناعة سينمائية راسخة مثل الهند أو مصر أو هوليوود، حيث تنتج الهند مثلًا أكثر من هذا العدد في عام واحد فقط.

كما يبرز الكتاب أن حوالي نصف المخرجين المغاربة لم يتجاوزوا فيلمهم الأول. بينما تتوزع إنتاجات الآخرين كالتالي: فيلمان: 58 مخرجًا/مخرجة، ثلاثة أفلام: 30، أربعة أفلام: 14، خمسة أفلام: 6، ستة أفلام: 5، سبعة أفلام: 3، ثمانية أفلام: 6، تسعة أفلام: 2 (الجيلالي فرحاتي ونبيل لحلو)، عشرة أفلام: 2 (نبيل عيوش وحكيم نوري)، أحد عشر فيلمًا: 1 (مصطفى الدرقاوي)، وخمسة عشر فيلمًا: 1 (حسن بنجلون).

ويرى أحمد سيجلماسي أن هذا الكتاب، الذي يُعد باكورة سلسلة “المغرب السينمائي”، يأتي لسد جزء من النقص الواضح في المكتبة المغربية في مجال الكتابات التوثيقية والتأريخية للسينما الوطنية. ويشير إلى أن المغرب، رغم توفره على مقومات طبيعية وثقافية وبشرية ومالية مهمة، لم يتمكن إلى اليوم من إرساء صناعة سينمائية حقيقية قادرة على الإنتاج المنتظم وتسويق الأفلام محليًا ودوليًا، وتحقيق عائدات اقتصادية منافسة كما هو الحال في دول رائدة.

Leave a comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *