عندما عُرض الموسم الثالث من “Squid Game” على شبكة نتفلكس في 27 يونيو 2025، ظهر زخمٌ من الآراء المتضاربة، لكن شيئاً واحداً لا يُنكر: النهاية تركت بصمة لا تُمحى على المتابعين. المسلسل يعود مع ست حلقات تنقّب بعمق في زاوية قاسية من بشاعة الإنسان، حيث يقدّم أخطر تحدياته عبر ألعاب مميتة، كالكاميرا والإخفاء بالسكين، بينما ظلت شخصيات مثل “غوم جا” تتصدر المشهد بقرارها القاتل بحق ابنها، ومشهد انتحارها الذي حوّل المواجهة إلى مأسى أخلاقي .
نجاح “Squid Game 3” في تصدر قوائم نتفلكس عالميًا لم يدم طويلاً أمام صدمة الجمهور، فقد تحولت النسبة الجماهيرية في “Rotten Tomatoes” من 84% في الموسم الأول إلى نحو 51% في هذا الموسم . الانتقادات لم تتوقف عند انتهاء الموسم، فقد اتُهم بأن النهاية “ريع مصالح” و”مسرودة من أجل الصدمة فقط” ، بينما رأى آخرون جوابًا جريئًا يختبر حدود المأساة الإنسانية .
النقاد بدورهم مانحوا المسلسل تقييماً معتبرًا، فقد حصل على نحو 83% في “Rotten Tomatoes” و66/100 في “Metacritic”، مع إشادة بمشاهده البصرية المؤثرة ومشاهد التوتر المكثّف . وتسلم Lee Jung-jae أداءً استثنائيًا أمام مشاهد حسّاسة ومؤلمة، كما أُشاد بتنوع الشخصيات وتجاربهم النفسية، رغم التباين في تقييم VIPs ومتفرقات القصة .
لكن هناك من رأى في المسلسل وزناً أكثف للخطاب الشعبي والدراما الإنسانية، وهو ما انعكس في الأداء الاجتماعي المظبوط في الحلقة الثالثة، أو في مؤامرة الأمهات الحارسات، وقد لفت هذا اهتمام النقاد والجمهور على حد سواء . رغم ذلك، يرى البعض أن كثافة الشخصيات والأحداث دفعت المسلسل إلى السطحية، وقلصت فرص الاستثمار العاطفي لبعض الأبطال الأهمّ .
أما أخطر الانتقادات فهي حول استخدام مؤثرات بصرية ضعيفة، خصوصاً مشاهد وضع الجنين والذي وُصف بأنه أسوأ تفاصيل الموسم ، فضلاً عن تسارع الأحداث في النهاية وغياب حسابات نفسية لقفلة الحكاية مما سبب شعوراً بترك النهاية دون الختم المطلوب .
في نهاية المطاف، قد يكون الموسم الثالث من “Squid Game” عبارة عن تجربة قوية تؤرخ لنهاية عالمية درامية، لكنها بلا شك موسومة بالمد والجزر: من جرأة قاتلة إلى سرد مزعزع وغير مُرضٍ للبعض. أوراقه الفنية – مثل التمثيل والتصميم – كانت مبهرة، لكن الحكاية نفسها قد أخفقت في منح الجمهور ارتياحاً نفسياً أو سردياً. وبينما أثار المؤلف فكرة امتداد المحتوى/ spinoff، فإن السؤال الحقيقي يبقى: هل هذه النهاية تستحق عناء الانتظار؟ أم أنها رأس جبل يجتمع حوله الجدل أكثر من تأثيره الحقيقي؟

