مسلسل BAG، المكون من عشر حلقات، يعد محاولة جدية لإعادة تقديم بوليسية مغربية أكثر عمقًا وتخصصًا، إلا أنه يتعرض لعثرات درامية وتقنية تحد من تأثيره رغم إجماع بعض النقاد على نواياه الجادة.
من ناحية الفكرة، يُركز المسلسل على فرقة أمنية متخصصة في مكافحة العصابات بمدينة الدار البيضاء، ويوازن بين التحقيقات المهنية والحياة الشخصية لأفراد هذه الفرقة، مسلطًا الضوء على جرائم مخدرات وتزوير وقتل. هذه الدينامية التقنية والنفسية التي حرص المدعو إدريس الروخ على إبرازها، تعكس طموحًا في توسيع آفاق الدراما المغربية نحو محتوى أكثر تخصصًا وجدية .
إخراجًا، تبدو رؤية إدريس الروخ واضحة في توظيف اللغة السينمائية لمشهد التحقيق، لكنه لا يخلُ من بعض الرتابة في الإيقاع. فالتسلسل الدرامي يستفيد من قدرته على تجسيد المشهد البوليسي المكثف، غير أن بعض الحلقات تعاني من عشوائية في اللحظات غير المحفزة تقنيًا، ما يضعف اندماج المتلقي ومتابعته للأحداث.
الكتابة والسيناريو يحاولان رسم خطوط شخصيات معقدة، خاصة من خلال شخصية “السلاوي” التي جسدها يوسف الجندي، حيث تجسد الصراع النفسي بين واجب المهنة والتوازن الأسري . لكن في المقابل، تفتقر بعض الحوارات إلى الملمس الواقعي، وتظل الشخصيات المقابلة — عصابات وموظفون ثانويون — دون عمق كافٍ، ما يجعل القصة تبدو نصف مكتملة.
الأداء التمثيلي يمثل نقطة تحوّل إيجابية في العمل. فقد أثنى كريم بولمال، الذي جسد شخصية “الروبيو” – تاجر مخدرات غامض – على إمكانيته لتقديم دور مركب، مستفيدًا من توجيهات الإخراج التي سمحت له بالتعبير بصدق . كما نال يوسف الجندي إشادة الجمهور بسبب جديته في أداء مشاهد الحركة الحقيقية، رغم المخاطر التي واجهها خلال التصوير . لكن ضعف بعض الممثلين الثانويين وغياب التناسق في عمق الشخصيات يظل ملحوظًا.
من جهة ردود الفعل وأثر العرض، سجل المسلسل نجاحًا لافتًا من الجمهور بعد عرض الحلقات الأولى، إذ صعد إلى المركز الثاني ضمن الأعمال الأكثر مشاهدة على منصة “فرجة”، ما يعكس اهتمامًا فعليًا بولجينرا البوليسية المغربية .

