كشف المركز السينمائي المغربي عن حصيلة سنة 2024، التي أظهرت دينامية متواصلة في القطاع السينمائي الوطني، مع الحفاظ على وتيرة إنتاج مستقرة وتطور ملحوظ في مختلف الأنشطة السينمائية، سواء على مستوى الكم أو النوع.
فقد شهد العام إنتاج 27 فيلماً طويلاً مغربياً، مما يعكس استمرارية حيوية الصناعة رغم التحديات. وبلغت الاستثمارات الوطنية المعلنة في القطاع أكثر من 756 مليون درهم، منها 73.5 مليون درهم قدمت في إطار صندوق الدعم السينمائي لتغطية 66 مشروعاً، شملت أفلاماً طويلة وقصيرة ووثائقية، إضافة إلى برامج دعم كتابة وإعادة كتابة السيناريوهات.
من جهة أخرى، سجلت الاستثمارات الأجنبية في الإنتاج السينمائي والسمعي البصري داخل المغرب رقماً قياسياً فاق 1.24 مليار درهم، بفضل تصوير إنتاجات عالمية كبرى في مدن مثل طنجة، الرباط، الدار البيضاء، وورزازات. من بين هذه الإنتاجات نجد أعمالاً مثل “Atomic”، و”Outer Banks”، و”Convoy”، والتي استفادت من نظام التحفيز المالي المغربي “Cash Rebate”، ما يعزز جاذبية المملكة كموقع تصوير عالمي.
وعلى مستوى الإنتاج المحلي المتنوع، تم إنجاز أكثر من 90 فيلماً قصيراً، و21 فيلماً وثائقياً يهتم بالثقافة والفضاء الحساني، إلى جانب إنتاج ما يزيد عن 30 سلسلة تلفزيونية، و120 وصلة إعلانية، ما يعكس نشاطاً واسع النطاق في مختلف مجالات السمعي البصري.
أما قاعات العرض السينمائي، فقد سجلت بيع أكثر من 2.18 مليون تذكرة خلال السنة، بعائدات إجمالية بلغت 127.65 مليون درهم. ويبرز من هذا الرقم أن الأفلام المغربية استقطبت 1.08 مليون تذكرة، محققة إيرادات قاربت 58.33 مليون درهم، مما يعكس اهتمام الجمهور المحلي بالإنتاج الوطني رغم المنافسة الأجنبية الشرسة. كما استفاد هذا القطاع من دعم مباشر تجاوز 12.88 مليون درهم، ويضم المغرب حالياً 78 شاشة عرض نشطة، مع توقعات بافتتاح 27 شاشة جديدة بحلول نهاية سنة 2025 في مدن كبرى كالدار البيضاء، الرباط، القنيطرة، وأكادير.
في المجال الثقافي، احتضن المغرب خلال 2024 ما مجموعه 78 مهرجاناً سينمائياً محلياً، بدعم مالي ناهز 34.19 مليون درهم. كما شاركت الأفلام المغربية في 131 تظاهرة دولية، وعادت بـ42 جائزة، تأكيداً على الحضور المتزايد للسينما المغربية في المحافل العالمية.
هذه الأرقام تعكس نجاح المركز السينمائي المغربي في تعزيز البنية التحتية وتطوير منظومة الدعم والخدمات، مما يكرّس موقع المغرب كوجهة رائدة للإنتاج السينمائي، ومركزاً حيوياً لحفظ التراث الثقافي عبر مشاريع الرقمنة والترميم.

